العمرة في الاصطلاح هي عبادة لله ترتكزعلى مجموعة أركان ،و للعمرة فضل كبيرعند الله عز وجل، نذكر منها:
- – مغفرة من الله تعالى للمعتمر الذي لم يخالف ضوابط العمرة؛ لقول النبي عليه الصلاة والسلام: (مَن أَتَى هذا البَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كما وَلَدَتْهُ أُمُّهُ)، وهذا الحديث يشمل الحج والعُمرة معا.
- – يُكفّر الله عز وجل عن المعتمر الذنوب بين العمرتين،ويجنب عنه الفقر، ويستجيب له لدعائه، و ذلك لقول النبي عليه الصلاة والسلام: (تابِعوا بينَ الحجِّ والعُمرةِ فإنَّهما ينفيانِ الفقرَ والذُّنوبَ كما ينفي الكيرُ خبَثَ الحديدِ والذَّهبِ والفِضَّةِ)
- – والعُمرة بالنسبة للنساء تعتبر بمثابة الجهاد عند الرجال، لحديث النبي الذي سألته فيه عائشة -رضي الله عنها- عن جهاد النساء فأجابها: (نعَم عليهِنَّ جِهادٌ لا قِتالَ فيهِ: الحجُّ، والعُمرةُ).
- – ويعد المُعتمر زائراً لله تعالى، لحديث النبي صل الله عليه وسلم: (وفْدُ اللهِ ثلاثةٌ: الحاجُّ والمعتمِرُ والغازي)،
- – ويشهد الحجر الأسود يوم القيامة لمن طاف بالبيت ولمسه، لحديث النبي عليه السلام: (واللهِ ليبعثَهُ اللهُ يومَ القيامةِ، لهُ عَينانِ يُبصرُ بهِما، ولسانٌ ينطقُ بهِ، يشهدُ على مَن استلمَهُ بحقٍّ)،
وكُل هذه الفضائل لا تتحقّق إلّا لمن إعتمر مُخلصاً نيّته وعمله لله تعالى سائراً على طريق النبي عليه لصلاة والسلام في أدائها.
كيفية أداء مناسك العمرة :
للعمرة أركان يجب أداؤها وأداؤها. ومع ذلك ، فقد تم تعريفهم بشكل مختلف من قبل علماء من مدارس الفقهية الأربعة ، الذين يتفقون على أن الإحرام له الأسبقية على جميع الإجراءات الأخرى، وفيما يلي بيان بهذا الجدل:
* القول الأول: يذهب المالكية والحنابلة إلى القول بأن للعمرة ثلاثة أركان ، وهي: الإحرام والطواف والسعي بين الصفا والمروة .
* القول الثاني: قال الشافعي إن العمرة ترتكزعلى خمسة أركان هي:
الإحرام والطواف والسعي والحلق أو التقصير وترتيب هذه الاركان .
* البيان الثالث: يعتقد الحنفي أن للعمرة ركناً واحداً يتجلى هذا الركن في الإتيان 4 أشواطٍ فأكثر من الطواف، واعتبر هذا الذهب أن الإحرام في لعمرة شرطٌ قائم، أما السعي بين الصفا والمروة والتحلّل من الإحرام فهو من الواجبات.
- الإحرام :
يُعرَّف الإحرام بأنه نية أداء العمرة، ويُسنّ للمعتمر في المذاهب الفقهية الثلات التلبية حين الإحرام باستثناء المذهب الحنفي الذين اعبر بأنّ التلبية شرطٌ، وتكون بقول: “لبيك اللهم لبيك”.
وللإحرام شروطٌ ومحظورات ومستحبات وهي فيما يلي بيانها:
- 1 – شروط الإحرام:
الإسلام والنية.
- 2 – مستحبات الإحرام:
شعر الإبط، كما انه من السنن التطيب فيالجسم فقط دون التطيب من الثوب، ويُسنّ أيضاً لبس ملابس الإحرام؛ وهي الإزار والرداء، ويستحسن أن يكونا باللون أبيض وجديد مغسول اقتداءا بالرسول صلى الله عليه وسلم، كما يسنّ لبس الحذاء، مع صلاة ركعتين وذلك بنية سنة الإحرام، ومن السنة للرجل رفع صوته بالتلبية(لبيك اللهم لبيك) أمّا المرأة فتخفض صوتها بالتلبية مع الاستمرار بها إلى حين البدء بالطواف، ويجوز للمُحرم خلع ملابس الإحرام أو تغييرها، أمّا المرأة فيجوز لها لبس ما تشاء من الثياب.من السنة الاستعداد للإحرام في العمرة الاغتسال بأي طريقة ، وقص اللحية والأظافر.
- 3 – محظورات الإحرام:
نهى الإسلام على المعتمر بعد إحرامه فعل بعض الأمور التي هي عادة مباحة، وهي ما سميت بمحظورات الإحرام، وهذه المحظورات تنقسم بين ما هو خاص بالرجال، ومنها ما هو خاص بالنساء، ومنها ذلك ما هو موجه إليهما معا، وهي كالتالي :
- المحظورات الخاصة بالرجال:
– تغطية الرأس أو بعضه إلّا لسبب جائز، و الاستظلال بشيءٍ كالمظلّة فهو جائزٌ.
-لبس المخيط او اللباس المُعتاد كالقميص والإزار والخفّ الذي يغطّي الكعبين، وقد سئل النبي عليه الصلاة والسلام عن صفة لباس المُحرم فقال: (لَا يَلْبَسُ القُمُصَ، ولَا العَمَائِمَ، ولَا السَّرَاوِيلَاتِ، ولَا البَرَانِسَ، ولَا الخِفَافَ إلَّا أحَدٌ لا يَجِدُ نَعْلَيْنِ، فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ، ولْيَقْطَعْهُما أسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ).
- المحظورات الخاصة بالنساء:
لبس النقاب أو البُرقع أو القُفازات، كما يجوز للمرأة إنزال شيءٍ على وجهها حتى لا يراها الأجانب حتى وإن لامس وجهها هذا في المذهب المالكي والحنابلي، أمّافي المذهب الحنفي والشافعي فقد اشترطوا ألآ يملامس الشيء الساتر لوجهها؛ لحديث النبي عليه الصلاة والسلام : (المُحْرِمَةُ لا تَنتقِبُ، ولا تلبَسُ القُفَّازَيْنِ).
المحظورات المُشتركة بين الرجال والنساء:
- حلق شعر الرأس أو قَصّه, لقوله سبحانه وتعالى: (وَلَا تَحْلِقُوا رُؤوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ)،وكذلك إزالة باقي شعر الجسم.
- التطيب،على المُحرم ألآ يضع العطر على جسمه أو ثيابه الإحرام؛ لقول النبي في الرجل الذي مات مُحرماً: (اغْسِلُوهُ بمَاءٍ وسِدْرٍ، وكَفِّنُوهُ في ثَوْبَيْنِ، ولَا تَمَسُّوهُ طِيبًا، ولَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، ولَا تُحَنِّطُوهُ، فإنَّ اللَّهَ يَبْعَثهُ يَومَ القِيَامَةِ مُلَبِّيًا).
- عقد النكاح، فلا يجوز للمُحرم أن يعقد عقد الزواج لنفسه أو لأحد غيره وكالةً؛ لقول النبي: (إنَّ المُحرمَ لا يَنْكِحُ ولا يُنْكِحُ).
- قتل صيد البر أو المساعدة على صيده، بالستثناء صيد البحر فهو جائز؛ لقوله تعالى: (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا).
- المباشرة أكانت باللمس أو التقبيل بشهوة، أو الجماع.
حكم العمرة:
إختلف جمهور العلماء في حُكم العمرة، وذهبوا في ذلك إلى قولين إثنين ملخصهما كالتالي:
* القول الأول:
المذهب الشافعي والحنابلي يقول بوجوب العمرة على الفور لمن تتوفر فيه شروط العمرة ومنها الإسلام والحرية والتكليف والقدرة، واستدلوا بملة من الأدلة لقوله تعالى: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّه)،وقول النبي صلى الله عليه ولم لعائشة رضي الله عنها حين سألته عن جهاد المرأة: (نعم عليهن جهادٌ لا قتالَ فيه: الحجُّ والعُمرةُ).
* القول الثاني:
ذهب المذهب المالكي إلى ندب العمرة، أما مذهب الحنفية فقالوا بسنيتها، واسشهدو بحديث طلحة المرسل عن النبي صل الله عليه وسلم أنّه قال: (الحجُّ جهادٌ والعمرةُ تطوعٌ).
شروط العمرة :
من الشروط التي يجب أن تتوفر فمن يريد أداء مناسك العمرة،ما يلي:
- الإسلام.
لقوله تعالى: ( يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِنَّمَا المُشرِكونَ نَجَسٌ فَلا يَقرَبُوا المَسجِدَ الحَرامَ بَعدَ عامِهِم هـذا).
- الحرية.
- البلوغ.
- الاستطاعة والقدرة: لقوله تعالى: (وَلِلَّـهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا) .
- وجود المَحرم بالنسبة للمرأة: فلا يجوز للمرأة أن تُسافر إلّا مع زوجٍ أو مَحرمٍ؛ لقول النبي: (لا يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ تُسَافِرُ مَسِيرَةَ لَيْلَةٍ إلَّا وَمعهَا رَجُلٌ ذُو حُرْمَةٍ منها).
أفضلية أداء مناسك العمرة في شهر رمضان المبارك:
يستحسن الإعتمار في شهر رمضان المبارك لما لهذا الشهر المبارك من فضل عند الله ،بحيث يتضاعف أجر العمرة في هذا الشهر المبارك بخلاف شُهور الأخرى، فأجرها يُعادل أجر الحجّ ،ولا يعني ذلك أنّ العُمرة في شهر رمضان تُجزئ عن الحج فهو فريضة.